تناولت الكاتبة الصحفية زينب الباز نائب مدير تحريرمجلة نصف الدنيا الأهرام محتواها الذي يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي قصة زينب البكري المعروفة تاريخيًا باسم مقصوفة الرقبة وكيف أنها كانت صاحبة شرارة البدء في تحرير المرأة المصرية مع بداية قدوم الحملة الفرنسية لمصر، وكيف دفعت حياتها ثمن للشائعات بعد أن حررت نساء كثير مثلها. وإن السبب في مأساة زينب البكري التي انتهت بقتلها لتصبح أول «مقصوفة رقبة» يعلن عنها في تاريخ مصر ربما كان والدها، فقد خالط الفرنسيين واندمج معهم في الشراب، وقد عينه نابليون نقيبًا للأشراف بعد فرار عمر مكرم مع المماليك إلى الشام وأن ما أشيع عن علاقتها بنابليون بونابرت محض افتراء ومكائد الشيوخ التى تتالت ضد والدها الذى عين نقيبًا للأشراف خلفًا لأخيه الذي مات، ورأى الشيوخ أنه لا يصلح لمنصب كهذا، فكادوا له، ورددوا أن نابليون على علاقة بابنة الشيخ، ونسجت قصص وحكايات، راحت ضحيتها صبية لم تدخل عامها السادس عشر بعد.
تاريخ الفكر المصرى الحديث
وكيف دافع عنها الدكتور لويس عوض وأنصفها في كتابه "تاريخ الفكر المصرى الحديث" إذ رأها شخصية جديرة بالاحترام والتقدير وانها كانت من أوائل الداعين للحرية والثورة رغم حداثة عمرها، واعتبر عوض أن عام 1800 هو عام تحرير المرأة المصرية وخروجها من الحجاب إلى السفور وأنه ليس هناك أي دليل أو سند تاريخي يثبت أنها كانت حقا عشيقته، وربما كان كل ذنبها أنها تبرجت، بلغة الجبرتي، أي سفرت ولبست الفستانات والمناديل الملونة والطرح الكشمير وخالطت المجتمع الفرنسي المختلط وتشبهت بالفرنسيات، وربما كان كل ذنب هذه الفتاة المسكينة التي كانت لا تتجاوز السادسة عشرة من عمرها حين جاء بونابرت إلى مصر، أن مظاهر الحضارة الأوروبية خلبت لها وجعلتها تتمرد على تقاليد بيشتها المحافظة، فاتخذوا منها بعد رحيل الفرنسيين وعودة العثمانيين كبش فداء، انتقامًا من تعاون أبيها مع الفرنسيين وقبوله أن يقوم نقیبا للأشراف في ظلهم بعد فرار السيد عمر مكرم.